الى الجزائر الحبيبة...............شعر مولود خلاف

جَـزائِـرُ يَــا قَـبَـسًـا فِي الفَضَـاءِ

وَيَـا حُـجَّـةَ إِبْـدَاعِ رَبِّ السَّـمَـاءِ

وَيَـا وَرْدَةً سَـحَـرَتْ عَـيْـنَ أَعْـمَى

فَـأُغْـرِمَ بِالـوَرْدِ قَـبْـلَ النِّـسَـاءِ

وَيَـا مَـنْ سُقِيـتِ الجَمَـالَ جَمِيعًــا

وَزَادَكِ حُـسْـنًــا دَمُ الشُّـهَــدَاءِ

وَيَـــا مَـنْ كَـتَـبْـتِ عَلَى صَـفَـحَـاتِ الـزَّمَانِ نَـجَاحًـا بِـشَـهْـدِ الدِّمَـاءِ

وَخَـيَّـرْتِ لاِسْـمِـكِ خَيْـرَ الحُرُوفِ

وَأَنْـشَـأْتِ مِـنْـهَـا أَعَـزَّ بِـنَـاءِ

فَـجِـيـمٌ بُـدِأْتِ كَجَـنَّـةِ عَــدْنٍ

مُـنَـوَّرَةٍ عَـجَـبًـا في الـبَـهَــاءِ

وَزَايٌ تَــلاَهُ زَئِـيــرُ هِـزَبْــرٍ

إِلَى الأُفْــقِ يُـقْــدِمُ لاَ لِلْــوَرَاءِ

وَفِي الأبْـجَــدِيَّـــةِ أَوَّلَ حَــرْفٍ

أَزَلْــتِ بِـهِ أَنَّــةَ الضُّـعـفــاء

وَزَادَكِ حُسْـنًـا وَحِصْـنًـا سَنَـا هَمْـ

ـزَةٍ خَـلَّـدَتْ سَيْـلَ هَـذِي الدِّمَاءِ

وَزَخْـرَفْـتِ بِـالـرَّاءِ بَـعْـدُ رُبَـاكِ

رَجَـاحَــةُ رَبٍّ سَـخِـيَّ العَـطَـاءِ

وَبِالأحْـمَـرِ النَّـاصِـع ِالتِّـبْـرُ نُـقَّى

فَصَـارَ جُـمَـانًـا شَدِيـدُ الضِّـيَـاءِ

وَصَـارَتْ بِـلاَدِي عَشِيـقَـةَ قَـلْـبِي

وَصِرْتُ "جَمِيـلاً" لَـدَى الشُّـعَـرَاءِ

وَصَـارَتْ بُـثَـيْـنَ وَهَـلْ يَـا زَمَـانُ

جَـزَاءُ "بُـثَـيْـنَـةَ" غَـيْـرُ الوَفَـاءِ

حَــلالٌ عَـلَـيْـنَـا خِيَـانَـــةُ أُمٍّ

رَعَـتْـنَـا صِغَـارًا وَكَـانَتْ هَـوَائِي

وَحَــقٌّ عَـلَـيْـنَـا سَـمَـاعُ وَسَـاوِسَ شَـيْـطَـانِ سِـيـدٍ مِـنَ السُّـفَـهَــاءِ

أَنُـشْـعِـلُ فِي رَبْـعِـنَـا نَـارَ حِقْـدٍ

وَنُــرْضِي الكَـوَاشِـحَ كَالجُبَنَــاء

نُعـاشِـرُ سِيـدًا خَـبِـيـثًـا وَلِصًّـا

وَنُـعْـرِضُ عَـنْ حِكْمَـةِ الحُـكَمَـاءِ

فَيَـا أَسَـفَــاهُ عَـلَى أَهْــلِ أَرْضِي

وَيَــا حَسْرَتَـاهُ عَـلَى الأَغْـبِـيَـاء

أَمَـا قَـدْ كَفَـاهُـمْ سُبَـاتُ سَنِـيـنَ

وَغَــدْرُ ذِئَـــابٍ مِـنَ الدُّخَـلاَءِ

وَخَـوْضُ المَـعَـارِكِ ضِــدَّ الـرِّيَـاحِ

وَضِـدَّ وُحُـــوشٍ بِكَبْـدِ الخَــلاَءِ

فَـيَـا نَـشْـئُ قُـمْ لاَ تَـنَـمْ لِلْعُلاَ عُمْ

فَمَـا المَـجْـدُ هَـذا تَجَـرُّعُ مَــاءِ

تَـسَـارَعْ لِـتُـنْـجِي أُمَّ البَـرَايَــا

جَــزَائِـرُ آسُ الــدُّنَى وَدَوَاءِ

تَسَـاقَ الشَّجَـاعَـةَ بَـطْـشَ اللُّـيُوثِ

وَصَـبْـرَ الجِمَـالِ وَإِكْـرَامَ طَــائِي

ألا فَـلْـتَـكُـنْ أيُّـهَـا النَّشْئُ كُفْءًا

تُــدَاوِي بِــلاَدَكِ مِـنْ كُــلِّ دَاءِ

تَـصِـيـرُ طَبِـيـبًـا لَهَـا كُـلَّ حِينٍ

لِـرَفْـعِ السِّـقَـامِ وَجَلْـبِ الشِّفَـاء

تُـدَافِـعُ عَـنْـهَـا بِكُـلِّ قِـــوَاكِ

وَتَـسْـهَـرُ عَنْهَـا كَسَـهْـرِ الأَبَـاء

تُـنَـادِي بِـأَرْضِـكَ فِي كُـلِّ نَــادٍ

بِكُـلِّ ثَـبَــاتٍ وَكُــلِّ مَـضَـاءِ

إِذَا أَنْـتَ فَـرَّطْـتَ فِيهَـا فَـمَـنْ ذَا

يَـقِيـهـا وَيَـرْفَـعُ شَــرَّ البَـلاَءِ