ســـلام عليكم من عبيد تخلفوا**** بــــأندلس بالغرب في أرض غربة
أحــاط بهم بحر من الردم زاخر*** وبــــــــحر عميق ذو ظلام ولجة
ســلام عليكم من عبيد أصابهـم**** مـصاب عــــظيم يالها من مصيبة
ســلام عليكم من شيوخ تمزقت**** شـــــيوخهم بالنتف من بعد عـــزة
ســلام عليكم من وجوه تكشفت **** على جملة الأعلاج من بعدة سترة
ســــلام عليكم من بنات عوائق**** يـسوقهم اللباط قهراً لخــــــلوة
سـلام عليكم من عجائز أكرهت **** عـــــــلى أكل خنزير ولحم جيـــفة
ثم تعود القصيدة في شرح المأساة ، وتغيير الدين ما إلى ذلك ، فاستطردت بقولها :
غـــــــدرنا ونصرنا وبدل دينـــنا*** ظـــــلمنا وعوملنا بكل قبيحـة
وكـــــــنا على دين النبي محمـــد*** نقاتـــــل عمال الصليب بنيــة
وتلقي أموراً في الجهاد عظـــيمة *** بقتل وأسر ثم جوع وقلــــــــة
فجاءت علينا الروم من كل جـانب *** بسيل عظيم جملة بعد جملــــــة
ومالوا علينا كالجراد بجمعــــهم *** بجد وعزم من خيول وعـــــــدة
فكنا بطول الدهر نلقي جموعـهم *** فنقتل فيها فرقة بعد فرقـــة وفرسانها تزداد في كل ساعـــــة *** وفرساننا في حال نقص وقلـــة
فلما ضعفنا خيموا في بلانــــــا*** ومالوا علينا بلدة بعد بلـدة
وجاؤوا بأنفاظ عظام كثـــــــــيـرة *** تهدم أسوار البلاد المنيعــــة
وشدوا عليها الحصار بــــــــــقوة *** شهوراً وأياماً بجد وعزمـــــــة
غـــــــــدرنا ونصرنا بدل دينـــنا*** ظلمنا وعوملنا بكل قبيحــــــة
وكنا علــــــى دين النبي محـــــمد*** نقاتل عمال الصليب بنيــــــة
وتلقى أموراً في الجهاد عظـــيمة*** بقتل وأسر ثم جوع وقلـــــة
فجاءت علينا الروم من كل جانب*** بسيل عظيم جملة بعد جملــــــة
ومالوا علينا كالجراد بجمعـــهم*** فنقتل فيها فرقة بعد فرقـــــة
وفرسانها تزداد في كل ساعـــــة *** وفرساننا في حال نقص وقلـــــة
فلما ضعفنا خيموا في بلادنـــــــا*** ومالوا علينا بلدة بعد بلــدة
وجاءوا بأنفاظ عظام كثــــــــيرة*** تهدم أسوار البلاد المنيعة وشدوا عليها الحصار بقـــــــوة*** شهوراً وأياماً بجد وعزمـــــة
فلما تفانت خلينا ورجالــــــنا*** ولم نر من إخوننا من إغاثــــــــــة
وقلت لنا الأقوات وأشتد حالنــا *** أحطناهم بالكره خوف الفضيـــحة
وخوفاً على أبنائنا وبناتـــــنا*** من أن يؤسروا أو يقتلوا شر قتلة
على أن نكون مثل من كان قبلنا *** من الدجن من أهل بلاد القديمــــة
ثم تحدثت القصيدة عن الخيار في مثل هذه الحالة ، فإما القبول بالوضع السابق أو الإرتحال ، إذ استطردت قائلة :
ونبقى على آذاننا وصلاتــــنا*** ولا نتركن شيئاً من أمر الشريعــة
ومن شاء منا الجر جاز مؤمناً*** بما شاء من مال إلى أرض عدوة
إلى غير ذلك من شروط كثيرة*** تزيد على الخمسين شرطاً بخمسة
فقال لنا سلطانهم وكبيرهــــــم*** لكم ما شرطتم كاملاً بالزيـــــــــادة
فكونوا على أموالكم ودياركــم*** كما كنتم من قبل دون أذيـــــة
إلا أن الملكين الكاثوليكيين لم يفيا بتلك المواثيق إذ بدأ غدرهما على المسلمين فقال :
فلما دخلنا تحت عقد ذمامهـــــــم*** فينا بنقص العزيمة
وخان عهوداً كان قد غرنا بــــها*** ونصرنا كرهاً بعنف وسطــــــوة
وأحرق ما كانت لنا من مصاحف *** وخلطها بالزبل أو بالنجاســـــــة
وكل كتاب كان في أمر ديننـــــــا *** ففي النار ألقوه بهزءة وحـــقرة
ولم يتركوا فيها كتاباً لمســــــــلم *** ولا مصحفاً يخلى به للقـــــراءة
ومن صام أو صلى يعلم حالـــــــه*** ففي النار يلقوه كل حالــــــة
ومن لم يجئ منا لموضع كفرهم*** يعاقبه اللباط شر العقوبـــــــــــة
ويلطم خديه ويأخذ مالـــــــــــه*** ويجعله في السجن في سوء حالة
وفي رمضان يفسدون صيامنـــا*** بأكل وشرب مرة بعد مــــــــــــــرة
منقووووول