مناجاة

يـا سـيّد الإيوان، كأسك لم تزلْ
شـوقـاً إليها (شمسُ iiتبريزٍ)سرى
هـل كان إسماعيل ينحت طينتي
أصـغي إلى العشّاق، أقبس iiنارهم
إن كـنـتَ في شكّ ففي iiنمرودها
أورى الـجـحيمَ ولجّ في طغيانه
قـال الـخـلـيل لقومه: أفٍّ iiلكم
قـالـوا الجحيم، وربّنا، أولى iiبه
فـإذا الـلـظـى بَرْدٌ وسلْمٌ iiرائقٌ
يـا طـائـر الحرمينِ قلبي موثقٌ
ويُـذَرّفَ الـدمـعاتِ من iiأحزانه
هـذا عـديّ جـاء يـهدي iiقِطْفه
من أي أرض يا ترى؟ من نينوى
قـد كان يونس يشتكي في iiحزنه
فـإذا بـنـور الله يـجـلو iiهمّه













مـمـزوجـةً بـالحبّ iiوالعرفانِ
ومـشى إليها (العالم الرباني) ii(9)
ويـحيلني دنّا بجوف iiالحان؟(10)
ولـقـد تـعود النار محض iiجنان
لـك آيـةٌ يـا طـالـب البرهانِ
ومـصارعُ الطاغوتِ في iiالطغيانِ
ولـمـا عـبـدتم من سرابٍ iiفانِ
ألـقـوا فـتـاكم سطوة iiالنيرانِ
أكـرمْ بـه وبـجـنّة iiالرضوانِ
وخـلاصه في أن يُرى iiالحَرَمَانِ
ولـربّ مـنـجـاةٍ مع iiالأحزانِ
غـبّ الـعـذابِ لـسيّد الأكوانِ
مـن أرض يـونس؟ إنّنا iiأخوانِ
مـن ظـلـمتين: البحر iiوالحيتانِ
وإذا بـيـقـطـين كِسا iiالعريانِ

جواب المناجاة

ربّـاه إنـي قـد حـمَلتُ iiجناني
(يـا أيّها الناس اتقوا) مزجت iiدمي
(إنـا خـلـقـناكم) شعاعٌ iiساطعٌ
أنـا نـفْـخـةٌ قـدسيّةٌ حتّى iiولو
كم همت في الصحراء لا iiزوّادتي
كـم تهتُ، كم قدّسْتُ من وثنٍ iiومنْ
الـبـحرُ مضطربٌ، وتلك سفيتي
والـزّادُ قـلّ ويـا تطاوُلَ iiرحلتي
ربّـاه، أوقـدْ نـار سـينائي iiفقدْ
والـطـفْ بـعبدٍ قد أتى متضرّعاً
مـن ذا أخاطب أو أبث مواجعي؟
أأبـيـع فـي سوق الكساد iiلآلئي
هـزّت مصاريعي الرياحُ فلم iiأُبِنْ
أمشي على الأشواك من عهد الصبا
أضـحـى مـهاجرُ أمّ قيسٍ iiجائعاً
ويـبـوء بـالأشجانِ غير iiموفّقٍ
طـلـب الـلـذاذة والسداد iiسفاهةً
مـا هـجـرة الـمـشتاق إلا iiأنّةٌ
إن صـغـتُ مـلحمةَ الخلودِ فإنّما
وسـيـعـلـم التاريخُ بعد iiترحّلي
ونـقـشت فوق الداليات قصائدي



















فـاغـسـلـه من همّ ومن iiأحزانِ
فـغـدوت أعـلـي راية iiالإنسانِ
يـا بن الترابِ، فأنت من iiإخواني
آل الـتـراب غـداً إلـى iiالديدانِ
تـغـني، ومائي زلّ عنْ iiصفْوانِ
بـشـرٍ وقـد كـانوا من iiالأقنانِ
ثـقـلـت وليس لديّ من iiأشطانِ
وحـسـابُ يوم الحشر قد iiأضناني
أتـعـبـتُ خـيـلي دونما iiميدانِ
وثـيـابُـهُ عـلـقتْ من iiالأدرانِ
لـكـأنّ وقـراً قـرّ فـي iiالآذان
والـنـاس في شُغُلٍ عن المرجان؟
وكـأنّـنـي وتـرٌ بـلا iiألـحان
مـتـعـلّـلا بـالرمل iiوالشطآنِ
صـفـر الـيدين، يبوء iiبالخسرانِ
فـطـريـقـه نزْغٌ من iiالشيطانِ
وأحـاط دنـيـا الروح iiبالعصيانِ
تـهـب الـجوارح لسعةَ iiالنيرانِ
هـي لـي عزاءٌ بيْنَ ناسِ iiهوانِ
أنـيّ وهـبـت الـدرّ iiلـلعميانِ
مـا بـيـن ألـفـاظ وبين iiمعانِ