ارتفعت قدمه لتحط على درجات القطار ...
وأمسكت يده بمقبض السلم ليساعد جسده المتثاقل للصعود....
صعد إحدى الدرجات ...أخيراً..
ونظر بعينيه إلى عينيها ...
التي لم تكن تسكب دمعة على فراقه
كانت عيناها صامدة مثبتة على ملامح وجهه كأنها متفقدة أو فاقدة..
ولم يحرك صمود عينيها عن ملامحه حتى مرور الكثيرين من الميمنة والميسرة على جانبيها...
في صمت قاصر بين اثنين
أنهت ضجة صفارة القطار أفكار سابحة للمستحيل
استيقظ كلاهما على واقع مر..!!
ارتفعت قدمه الأخرى على درجة القطار واختفى نصف جسده عن ناظريها ...
حتى احتبست دموع بين جفنيها...
نظر إليها مرة أخرى مادا ًيده مودعاً لمن لن تراها عينيه مرة أخرى...
دخل ذلك القبو...
دخل جسده واختفى
دخل واختفى مع ازدحام الرمال المتحركة التي أصبحت تشبهه..
في هذه اللحظة حركت أهدابها دمعات أسقطها فقدان الأمل
نثرتها على وجنتيها...
بكت وتحول بكاءها صراخ
بدأ القطار بالتحرك فسقطت على ركبتيها
ناظرة لأبعد نقطة قد ترى القطار فيها
رأته يغادر رأته يزول ويبتعد
بقيت قدميها مثبتة على أرض الفراق وعينيها تداعب الأفق بدموع صامتة
وبأمل مفقود أن تعود القاطرة لمحطتها...يوماً ما